arbml/Arabic_Literature · Datasets at Hugging Face

text stringlengths 2 74
يقول ليس المعمي بشء قد كان كيسان مستملي ابي عبيدة يسمع خلاف ما يقال
ويكتب خلاف ما يسمع ويقرا خلاف ما يكتب وكان اعلم الناس باستخراج المعمي
وكان النظام علي قدرته علي اصناف العلوم لا يقدر علي استخراج اخف ما يكون
من المعمي وفي كلمة الجاحظ تحامل بين علي الخليل وما كان النظام وهو ما
هو ليتفرغ لشء كالمعمي حتي يكون عجزه حطا من الفن ولا شك ان النظام كان
عن ساءر الفنون التي لم يزاولها اعجز منه عن المعمي وتجد شيءا من تلك
الامثلة المتفرقة في يتيمة الدهر للثعالبي وقد ذكر في ترجمة ابي احمد بن
ابي بكر الكاتب ان ابا طلحة قسورة بن محمد كان من اولع الناس بالتصحيفات
فقال له ابو احمد يوما ان اخرجت مصحفا اسالك عنه وصلتك بماءة دينار قال
ارجو ان لا اقصر عن اخراجه فقال ابو احمد في قشور هينم جمد فوقف حمار
قسورة وتبلد طبعه فقال ان راي الشيخ ان يمهلني يوما فعل فقال امهلتك سنة
فحال الحول ولم يقطع شعرة فقال له ابو احمد هو اسمك قسورة بن محمد فازداد
خجله واسفه وبهذا تتبين ان المعمي لم يكن قد بلغ شيءا مما انتهي اليه عند
المتاخرين وان المعروفين به كانوا علي قلتهم انما يعرفون بفرط الرغبة
وشدة الولوع لا كما يعرف المتميز بالفن علي وجه الاحاطة به والاختصاص فيه
وما زال ذلك امره حتي وقع الي الاعاجم فدونوه واستنبطوا قواعده وانزلوه
في رتبة بين الفنون والعلوم واول من فعل ذلك منهم شرف الدين علي اليزدي
الفارسي صاحب تاريخ ظفر نامه في الفتوحات التيمورية وقد اطلقوا عليه لقب
الواضح له وتوفي سنة قال قطب الدين المكي وما زال فضلاء العجم يقتفون
اثره ويوسعون داءرة الفن ويتعمقون فيه الي ان الف فيه المولي نور الدين
عبد الرحمن الجامي المتوفي سنة صاحب شرح الكافية عشر مساءل فدونت وشرحت
وكثر فيها التصنيف الي ان نبغ في عصره المولي مير حسين النيسابوري
المتوفي سنة فاتي فيه بالسحر الحلال وفاق في تعمقه ودقة نظره ساءر
الاقران والامثال كتب فيه رسالة تكاد تبلغ حد الاعجاز وارتفع شان مير
حسين بسبب علم المعمي مع تعمقه في ساءر العقليات فصار ملوك خراسان
واعيانهم يرسلون اولادهم اليه ليقرءوا رسالته عليه وظهر بعدهما فاءقون في
المعمي في كل قطر بحيث لو جمعت تراجمهم لزادت علي مجلد كبير وقطب الدين
الموما اليه هو اول من ترجم طريقة المعمي عن الفارسية الي العربية في
رسالة سماها كنز الاسما في كشف المعمي وتلاه تلميذه عبد المعين بن احمد
الشهير بابن البكاء البلخي فالف رسالة سماها الطراز الاسمي علي كنز
الاسما وحد المعمي انه قول يستخرج منه كلمة فاكثر بطريق الرمز والايماء
بحيث يقبله الذوق السليم ويشترط فيه ان يكون له في نفسه معني وراء المعني
المقصود بالتعمية وقال القطب في الفرق بينه وبين اللغز ان الكلام اذا دل
علي اسم شء من الاشياء بذكر صفات له تميزه عما عداه كان ذلك لغزا واذا دل
علي اسم خاص بملاحظة كونه لفظا بدلالة كرموزه سمي ذلك معمي فالكلام الدال
علي بعض الاسماء يكون معمي من حيث ان مدلوله اسم من الاسماء بملاحظة
الرمز علي حروفه ولغزا من حيث ان مدلوله ذات من الذوات بملاحظة اوصافها
فعلي هذا يكون قول القاءل في كمون يا ايها العطار اعرب لنا عن اسم شء قل
في سومكا تنظره بالعين في يقظة كما تري بالقلب في نومكا يصلح ان يكون
لغزا بملاحظة دلالته علي صفات الكمون ويصلح ان يكون في اصطلاحهم معمي
باعتبار دلالته علي اسمه بطريق الرمز ا ﻫ ولاستخراج المعمي اعمال مدونة
لا تتعلق بالجهة التاريخية منه ولا بالجهة العلمية ولكنها تتعلق بالجهة
العملية واذا اخذنا في بسطها احتجنا ان ناتي بتاليف جديد في هذا الفن وهو
ما لا يتسع له الغرض الا اذا احفينا في الطلب ولسنا نستطيع ان نحمل القلم
علي هذه السنة في ساءر الفنون من علم الادب البنود والمستزاد هي جمع بند
فارسية معربة وقد ذكر في التاج انها تطلق علي الالغاز والمعميات علي ان
المراد بها هنا هذا النوع من السجع الذي بنيت جمله علي التوقيع وقسمت الي
اجزاء قصيرة من العروض تنتظم اوزانا مختلفة فتكسبها شبها من الشعر وهي
ليست منه وتلك صناعة في النثر لا يعرف مخترعها ولكن الكلام كله لا يخلو
من بعض جمل تتفق مع هذا النوع اتفاقا قريبا او بعيدا ولا سيما بعض اسجاع
العرب وانت تعرف ذلك اذا تتبعت واستقصيت ولا جرم ان كلمة البند المطلقة
علي هذه الصناعة تدل علي واحد من امرين اما انها ملحقة في اصلها بالالغاز
والمعميات واما انها من صنعة احد ادباء العجم سواء احتذاها علي مثال او
ابتداها وهذا ارجح الرايين لانه لم يعرف من هذه الطريقة شء قبل البنود
الخمسة التي رصفها الشاعر المعروف بابن معتوق المتوفي سنة وهي ملحقة
بديوانه وقد جعل الاول في وصف الايات السماوية والثاني في وصف الايات
الارضية والثالث يتخلص فيه الي ذكر نعمة ارسال الرسل عليهم الصلاة
والسلام ثم ينتهي في الرابع والخامس الي مدح شخص مسمي وهذه المعاني كما
تري من اغراض الشعر فهي دليل علي حقيقة الصنعة ومن البند الاول قوله ايها
الراقد في الظلمة نبه طرف الفكرة من رقدة الغفلة وانظر اثر القدرة واجل
غلس الحيرة في فجر سني الخبرة وارن الي الفلك الاطلس والعرش وما فيه من
النقش وهذا الافق الادكن في ذا الصنع المتقن والسبع السماوات ففي ذلك
ايات هدي تكشف عن صحة اثبات اله كشفت قدرته عن غرر الصبح وارخت طرر النجح
علي نحر ضياه فغدا يغسل من مبسمه الاشنب في مضمضمتي نور سناه لعس الغيهب
واستبدلت الظلة من عنبرها الاسود بالاشهب واعتاضت من مفرقها الحالك
بالاشيب ومما يعجب له ان ابن معتوق ختم جميع بنوده الخمسة بالراء
المفتوحة ولم يلتزم فيها غير ذلك مما يطرد في الجميع فكان ختام الاول سرا
وجهارا والثاني مساء ونهارا والثالث بهرا ونضارا والرابع عذارا والخامس
مزارا وقد خفي علينا وجه الحكمة في ذلك الا ان يكون من مقتضيات التوقيع
فتكون تلك القوافي قرارات للنغم ولم يضرب علي قالب ابن معتوق الا القليل
كالاديب المسمي ابن خلفة البغدادي وهو من ادباء القرن الثاني عشر فقد عثر
له بعضهم علي بند من مثل ذلك اوله ايها اللاءم في الحب دع اللوم عن الصب
فلو كنت تري الحواجب الزج فوق الاعين الدعج الي ان يقول في ختامه لو
ترانا كل يبدي لدي صاحبه العتب ويسدي فرط شوق كامن اضمره القلب سحيرا
والتقي قمصنا ثوب عفاف قط ما دنس بالاثم سوي اللثم لاصبحت من الغيرة في
حيرة واعلنت بحب الشادن الاهيف سرا وجهارا قلت وهذا عجيب ايضا فان لم يكن
ابن خلفه من ضعفاء المقلدين الذين يسقطون بكلمة ويطيرون بكلمة فان الراء
المفتوحة او اي قافية مطلقة تكون شرطا في ختام هذه البنود وهو غريب ولا
بد هنا ان نذكر نوعا قريبا من البنود الا انه مستقل باسمه وصفاته وهو
النوع المعروف بالمستزاد واظن ان ماخذ البند منه الا ان الذي اخذه اطلق
الوزن وهو في المستزاد مقيد ولم يقع الينا سبب هذه التسمية ولا اصلها غير
اني وقفت في الشقاءق النعمانية في ترجمة المولي حضربيك بن جلال الدين
وكان يلقب بجراب العلم وهو من علماء السلطان محمد الفاتح علي منظومة منه
وهي يا من ملك الانس بلطف الملكات في حسن صفات الخ وكذلك اورد لاحمد باشا
ابن المولي ولي الدين الحسيني المتوفي سنة قطعة اخري في معارضة هذه وليس
من عادة صاحب الشقاءق ان يورد لمن يترجمهم شيءا من مثل هذه المختارات
فحرصه علي ايراد القطعة الاولي ومعارضتها يدل علي ان النوع غريب عندهم
المعجم والمهمل تقدم في مبحث الخط معني الاعجام واشتقاقه وتاريخه والمراد
بالمعجم والمهمل فيما سناتي عليه الان هذا النوع من النثر والنظم الذي
يلتزمون فيه اهمال بعض الاحرف واعجام الاخري واول من وضعه وبرز فيه
الحريري صاحب المقامات ولم يتكلفه احد قبله فيما نعلم وان كان كثيرا ما
يتفق في منظوم الكلام ومنثوره لكن علي غير اطراد ولغير قصد فالاطراد
والقصد اذن هما معني الاختراع فيه وليس يخلو الكلام بتة من احرف مهملة
واخري معجمة لان بالقسمين جماع مدته وقوام تركيبه والذي يدل علي ان
الحريري هو اول من قصد الي هذا النمط ما وطا له به في المقامة السادسة اذ
يقول عن لسان ابي زيد بعد ان تنقص القدماء لانهم لم يءثر عنهم الا لتقادم
الموالد لا لتقادم الصادر علي الوارد واني لاعرف الان من اذا انشا وشي
واذا عبر حبر وان اسهب اذهب واذا اوجز اعجز وان بده شده ومتي اخترع خرع
ثم ذكر ان انشاء رسالة حروف احدي كلمتيها يعمها النقط وحروف الاخري غير
معجمة عضلة العقد ومحك المنتقد واول هذه الرسالة الكرم ثبت الله جيش

يقول ليس المعمي بشء قد كان كيسان مستملي ابي عبيدة يسمع خلاف ما يقال

ويكتب خلاف ما يسمع ويقرا خلاف ما يكتب وكان اعلم الناس باستخراج المعمي

وكان النظام علي قدرته علي اصناف العلوم لا يقدر علي استخراج اخف ما يكون

من المعمي وفي كلمة الجاحظ تحامل بين علي الخليل وما كان النظام وهو ما

هو ليتفرغ لشء كالمعمي حتي يكون عجزه حطا من الفن ولا شك ان النظام كان

عن ساءر الفنون التي لم يزاولها اعجز منه عن المعمي وتجد شيءا من تلك

الامثلة المتفرقة في يتيمة الدهر للثعالبي وقد ذكر في ترجمة ابي احمد بن

ابي بكر الكاتب ان ابا طلحة قسورة بن محمد كان من اولع الناس بالتصحيفات

فقال له ابو احمد يوما ان اخرجت مصحفا اسالك عنه وصلتك بماءة دينار قال

ارجو ان لا اقصر عن اخراجه فقال ابو احمد في قشور هينم جمد فوقف حمار

قسورة وتبلد طبعه فقال ان راي الشيخ ان يمهلني يوما فعل فقال امهلتك سنة

فحال الحول ولم يقطع شعرة فقال له ابو احمد هو اسمك قسورة بن محمد فازداد

خجله واسفه وبهذا تتبين ان المعمي لم يكن قد بلغ شيءا مما انتهي اليه عند

المتاخرين وان المعروفين به كانوا علي قلتهم انما يعرفون بفرط الرغبة

وشدة الولوع لا كما يعرف المتميز بالفن علي وجه الاحاطة به والاختصاص فيه

وما زال ذلك امره حتي وقع الي الاعاجم فدونوه واستنبطوا قواعده وانزلوه

في رتبة بين الفنون والعلوم واول من فعل ذلك منهم شرف الدين علي اليزدي

الفارسي صاحب تاريخ ظفر نامه في الفتوحات التيمورية وقد اطلقوا عليه لقب

الواضح له وتوفي سنة قال قطب الدين المكي وما زال فضلاء العجم يقتفون

اثره ويوسعون داءرة الفن ويتعمقون فيه الي ان الف فيه المولي نور الدين

عبد الرحمن الجامي المتوفي سنة صاحب شرح الكافية عشر مساءل فدونت وشرحت

وكثر فيها التصنيف الي ان نبغ في عصره المولي مير حسين النيسابوري

المتوفي سنة فاتي فيه بالسحر الحلال وفاق في تعمقه ودقة نظره ساءر

الاقران والامثال كتب فيه رسالة تكاد تبلغ حد الاعجاز وارتفع شان مير

حسين بسبب علم المعمي مع تعمقه في ساءر العقليات فصار ملوك خراسان

واعيانهم يرسلون اولادهم اليه ليقرءوا رسالته عليه وظهر بعدهما فاءقون في

المعمي في كل قطر بحيث لو جمعت تراجمهم لزادت علي مجلد كبير وقطب الدين

الموما اليه هو اول من ترجم طريقة المعمي عن الفارسية الي العربية في

رسالة سماها كنز الاسما في كشف المعمي وتلاه تلميذه عبد المعين بن احمد

الشهير بابن البكاء البلخي فالف رسالة سماها الطراز الاسمي علي كنز

الاسما وحد المعمي انه قول يستخرج منه كلمة فاكثر بطريق الرمز والايماء

بحيث يقبله الذوق السليم ويشترط فيه ان يكون له في نفسه معني وراء المعني

المقصود بالتعمية وقال القطب في الفرق بينه وبين اللغز ان الكلام اذا دل

علي اسم شء من الاشياء بذكر صفات له تميزه عما عداه كان ذلك لغزا واذا دل

علي اسم خاص بملاحظة كونه لفظا بدلالة كرموزه سمي ذلك معمي فالكلام الدال

علي بعض الاسماء يكون معمي من حيث ان مدلوله اسم من الاسماء بملاحظة

الرمز علي حروفه ولغزا من حيث ان مدلوله ذات من الذوات بملاحظة اوصافها

فعلي هذا يكون قول القاءل في كمون يا ايها العطار اعرب لنا عن اسم شء قل

في سومكا تنظره بالعين في يقظة كما تري بالقلب في نومكا يصلح ان يكون

لغزا بملاحظة دلالته علي صفات الكمون ويصلح ان يكون في اصطلاحهم معمي

باعتبار دلالته علي اسمه بطريق الرمز ا ﻫ ولاستخراج المعمي اعمال مدونة

لا تتعلق بالجهة التاريخية منه ولا بالجهة العلمية ولكنها تتعلق بالجهة

العملية واذا اخذنا في بسطها احتجنا ان ناتي بتاليف جديد في هذا الفن وهو

ما لا يتسع له الغرض الا اذا احفينا في الطلب ولسنا نستطيع ان نحمل القلم

علي هذه السنة في ساءر الفنون من علم الادب البنود والمستزاد هي جمع بند

فارسية معربة وقد ذكر في التاج انها تطلق علي الالغاز والمعميات علي ان

المراد بها هنا هذا النوع من السجع الذي بنيت جمله علي التوقيع وقسمت الي

اجزاء قصيرة من العروض تنتظم اوزانا مختلفة فتكسبها شبها من الشعر وهي

ليست منه وتلك صناعة في النثر لا يعرف مخترعها ولكن الكلام كله لا يخلو

من بعض جمل تتفق مع هذا النوع اتفاقا قريبا او بعيدا ولا سيما بعض اسجاع

العرب وانت تعرف ذلك اذا تتبعت واستقصيت ولا جرم ان كلمة البند المطلقة

علي هذه الصناعة تدل علي واحد من امرين اما انها ملحقة في اصلها بالالغاز

والمعميات واما انها من صنعة احد ادباء العجم سواء احتذاها علي مثال او

ابتداها وهذا ارجح الرايين لانه لم يعرف من هذه الطريقة شء قبل البنود

الخمسة التي رصفها الشاعر المعروف بابن معتوق المتوفي سنة وهي ملحقة

بديوانه وقد جعل الاول في وصف الايات السماوية والثاني في وصف الايات

الارضية والثالث يتخلص فيه الي ذكر نعمة ارسال الرسل عليهم الصلاة

والسلام ثم ينتهي في الرابع والخامس الي مدح شخص مسمي وهذه المعاني كما

تري من اغراض الشعر فهي دليل علي حقيقة الصنعة ومن البند الاول قوله ايها

الراقد في الظلمة نبه طرف الفكرة من رقدة الغفلة وانظر اثر القدرة واجل

غلس الحيرة في فجر سني الخبرة وارن الي الفلك الاطلس والعرش وما فيه من

النقش وهذا الافق الادكن في ذا الصنع المتقن والسبع السماوات ففي ذلك

ايات هدي تكشف عن صحة اثبات اله كشفت قدرته عن غرر الصبح وارخت طرر النجح

علي نحر ضياه فغدا يغسل من مبسمه الاشنب في مضمضمتي نور سناه لعس الغيهب

واستبدلت الظلة من عنبرها الاسود بالاشهب واعتاضت من مفرقها الحالك

بالاشيب ومما يعجب له ان ابن معتوق ختم جميع بنوده الخمسة بالراء

المفتوحة ولم يلتزم فيها غير ذلك مما يطرد في الجميع فكان ختام الاول سرا

وجهارا والثاني مساء ونهارا والثالث بهرا ونضارا والرابع عذارا والخامس

مزارا وقد خفي علينا وجه الحكمة في ذلك الا ان يكون من مقتضيات التوقيع

فتكون تلك القوافي قرارات للنغم ولم يضرب علي قالب ابن معتوق الا القليل

كالاديب المسمي ابن خلفة البغدادي وهو من ادباء القرن الثاني عشر فقد عثر

له بعضهم علي بند من مثل ذلك اوله ايها اللاءم في الحب دع اللوم عن الصب

فلو كنت تري الحواجب الزج فوق الاعين الدعج الي ان يقول في ختامه لو

ترانا كل يبدي لدي صاحبه العتب ويسدي فرط شوق كامن اضمره القلب سحيرا

والتقي قمصنا ثوب عفاف قط ما دنس بالاثم سوي اللثم لاصبحت من الغيرة في

حيرة واعلنت بحب الشادن الاهيف سرا وجهارا قلت وهذا عجيب ايضا فان لم يكن

ابن خلفه من ضعفاء المقلدين الذين يسقطون بكلمة ويطيرون بكلمة فان الراء

المفتوحة او اي قافية مطلقة تكون شرطا في ختام هذه البنود وهو غريب ولا

بد هنا ان نذكر نوعا قريبا من البنود الا انه مستقل باسمه وصفاته وهو

النوع المعروف بالمستزاد واظن ان ماخذ البند منه الا ان الذي اخذه اطلق

الوزن وهو في المستزاد مقيد ولم يقع الينا سبب هذه التسمية ولا اصلها غير

اني وقفت في الشقاءق النعمانية في ترجمة المولي حضربيك بن جلال الدين

وكان يلقب بجراب العلم وهو من علماء السلطان محمد الفاتح علي منظومة منه

وهي يا من ملك الانس بلطف الملكات في حسن صفات الخ وكذلك اورد لاحمد باشا

ابن المولي ولي الدين الحسيني المتوفي سنة قطعة اخري في معارضة هذه وليس

من عادة صاحب الشقاءق ان يورد لمن يترجمهم شيءا من مثل هذه المختارات

فحرصه علي ايراد القطعة الاولي ومعارضتها يدل علي ان النوع غريب عندهم

المعجم والمهمل تقدم في مبحث الخط معني الاعجام واشتقاقه وتاريخه والمراد

بالمعجم والمهمل فيما سناتي عليه الان هذا النوع من النثر والنظم الذي

يلتزمون فيه اهمال بعض الاحرف واعجام الاخري واول من وضعه وبرز فيه

الحريري صاحب المقامات ولم يتكلفه احد قبله فيما نعلم وان كان كثيرا ما

يتفق في منظوم الكلام ومنثوره لكن علي غير اطراد ولغير قصد فالاطراد

والقصد اذن هما معني الاختراع فيه وليس يخلو الكلام بتة من احرف مهملة

واخري معجمة لان بالقسمين جماع مدته وقوام تركيبه والذي يدل علي ان

الحريري هو اول من قصد الي هذا النمط ما وطا له به في المقامة السادسة اذ

يقول عن لسان ابي زيد بعد ان تنقص القدماء لانهم لم يءثر عنهم الا لتقادم

الموالد لا لتقادم الصادر علي الوارد واني لاعرف الان من اذا انشا وشي

واذا عبر حبر وان اسهب اذهب واذا اوجز اعجز وان بده شده ومتي اخترع خرع

ثم ذكر ان انشاء رسالة حروف احدي كلمتيها يعمها النقط وحروف الاخري غير

معجمة عضلة العقد ومحك المنتقد واول هذه الرسالة الكرم ثبت الله جيش